Admin Admin
عدد المساهمات : 50 تاريخ التسجيل : 12/02/2011
| موضوع: أكيد هذا يوم نكد!. الإثنين فبراير 14, 2011 6:01 am | |
| أكيد هذا يوم نكد!.
قالها بعد ان هب من نومة فزعاً. حين اكتشف انه تأخر خمس عشرة دقيقة عن موعد يقظته المعتاد!.
نعم... خمس عشرة دقيقة ستحيل اليوم الى يوم مصنوع منمسلسل نكد، احداثه على النحو التالي :- اولاً : ضاعت عليّ تحية الصباح، وهذه وحدها تكفي لتجعل يومي لا لـون ولا طعم، لن التقيها واوصلها الى عملها ستكون ذهبت بعد الانتظار.
ثانياً : ستلتهمني زحمة المرور، سأقع بين انياب من لا يرحم من سائقين كل منهم يصادر الاولوية له، وستكون لحظة الوصول الى مكان العمل، لحظة ولادة جديدة هذا ان نجانا الله من حادث!.
ثالثاً : ستضيع علي الظلة حيث اركن سيارتي يوميا وسأعاني عند العودة من حال السيارة المصلوبة في الشمس.
رابعاً : سأتأخر عن موعد الدوام حتماً، والمساءلة ستكون بانتظاري حكماً والعقوبة واردة لا محالة.
خامساً : وهذا هو الاهم، المفاجآت التي قد يحملها الغيب مما لا احسب حسابه وجاءت مقدماته هذا التأخير الذي مثل خروجا عن مألوف بدايات ايامي.
حاور ذاته بهذه الهواجس و هو يستعد لمغادرة المنزل حتى اذا ما انتهى خرج وهو على هذه الحال النفسية التي رسمها عبر محصلة الخسارات التي ترتبت على تأخره في النوم لمدة خمس عشرة دقيقة فقط! هو واحد من اولئك الذين اذا تغير مشهد بدايات صباحهم، لونوا بالسواد مشاهد بقية يومهم بما ترسمه مخيلاتهم من احتمالات سوء يستدعونها من الغيب.
بسمل وحوقل وركب سيارته مسكوناً بالخوف والتوجس من جديد هذا اليوم الذي لم يكن يتوقعه الا نكداً سأل الله تعالى ان يجيره تذكر دعاء حفظه ذات يوم تمتمه لنفسة وانطلق يحاور هواجسه وما درى الا وهو امام مركز عمله.
وصل عمله سالماً و حمد الله على السلامة وانغمس في تفاصيل العمل لكن مخاوفة كانت لا تلبث تطل برأسها مع كل لحظة صمت تصرفة عن انشغال بما كان يقوم به حتى اذا ما انتصف النهار وظن ان يوم العمل قد مر بسلام استدعاه مديره فقال لنفسة اظنه أول الريح من عواصف هذا اليوم.
دخل مكتب المدير متوجسا، لكنه مستسلما لما يكمن ان تأتي به هذه الدعوة لقد وطّن النفس على سيئ الاحتمالات فالاشارة جاءت منذ بدايات اليوم، التأخر في النوم خمس عشرة دقيقة فقط!.
تعلم ان زميلك رئيس الشعبة قد نقل الى مكان آخر، تقارير ادائك ترشحك لهذا المنصب فما تقول؟ بادره المدير حال جلوسه :.
اذهله ما سمع غاص في نفسه لثوان حين استحثه المدير على الاجابة قال غير مصدق لما سمع... كما ترون وسكت!؟.
عاد الى مكتبه، تاه مع نفسه التي لم تصدق ما انزاح عنها من بعض مساحات عتمة رسمتها منذ الصباح عن احتمالات احداث اليوم فما نقله اليه المدير خالف كل التوقعات.. ومع هذا بقي خائفاً واضاع على نفسه فرحة الترقية قال لذاته ما يزال في اليوم بقية.
ايقظه رنين الهاتف قطع عليه حديثة الصامت مع نفسه حين رفع سماعـــة الهاتف كــانت هي على الطرف الآخر : تأخرت اليوم لطارئ ارجو الا تكون انتظرتني طويلا، اعتذر.
مرة اخرى اذهله ما سمع غرق في الصمت ترسمت على وجهه الدهشة حتى انها نادت عليه متسائلة الا تسمعني عندها اجاب نعم اسمعك لا عليك المهم انك بخير!.
تساءل : ايعقل كل هذا، ايعقل ان مخاوفي كلها منذ البدايات من سواد افكاري تصوغها نفس مأزومة لا لسبب، الا لتغيير على مشهد بداية يومي، لماذا يخيفنا التغيير في مسار حياتنا حتى لو كان هذا في موعد انطلاقنا صباحاً او في مسلك هذا الانطلاق؟.
تلفت حوله فلم يجد احداً اكتشف ان الجميع غادر حين هم القيام رن الهاتف... تردد في الاجابة... خشي ان يكون حظه قد تعثر فيحمل له الهاتف ما كان يخشاه من نكد، لكنه امل بمزيد مما كان حتى الآن.
رفع السماعة، جاءه صوت اخيه المغترب، بعد المقدمات المعروفة سأله اخوه :.
اتذكر الف تذكرة السفر حين غادرتكم، ها هي عائدة اليك الفين، اكتب رقم الحوالة؟.
حين اغلق الهاتف، قفز من معقدة انصرف وهو يتمتم لنفسه :.
غداً سأتأخر في النوم ثلاثين دقيقة!.
المصدر صحيفة الرأي الاردنية : 3/7/2008 | |
|